الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

ذكريات وادي الجن

  -1-
.. والليلة..
بلا تاريخ.. بلا موعد
خرجوا..
من قلبِ غيامات السحرِ الأسود
أشباه للبشر
بعيون تقذف ناراً
وأيادٍ بلا قلب
-2-
أفئ من غفوتي بالسقمِ
الرأس مترنح فوق الجسدِ
تسري الرهبة على مهلٍ
في عروقي المهترئة
كنحاسٍ سائل على موقدهِ
وكأن الموت يحاصرني
تقبضني أياديهم
تنزعني من رحمِ السكنِ
وأنا مشدوهُُ
أبحث حولي عن سمّ شعاعٍ
ينير لي لحدي
-3-
من خلف الظلمةِ..
أسمع صوتاً واهنْ... آت
عبر الجدران
ظمآن
أهمس بلا صوت
لم يأت الموت بعد
أقرأ بحروفٍ حُفِرت في الأرض
العيش بلا نبض
أدرك ما كان...
الموت غياب خلف الصمت
-4-
أكتب بحروف من دمْ
إثم الحقد..
يقتل فيك الطهر
ويحيل العمر شوكاً
ينخر فيك العظم
-5-
أسمع خلف الجدران
صرخات
تحملها ريح عاتية
تقصف باب القبو
تطيح بنورِ الفجر المتسلل
أصرخ معها من يمِّ الصدر المعتل
لكن بلا صوت
وكأن الصمت
أنشودة للموت المقبل طوفاناً
يقبض أنفاس الحلم
-6-
فأغني...
أغنية رددها الوهنُ
من فرط الوجع
صرت أعزف نفس اللحن
وأغني بغياب الشمس
وغناء البجع الرابض فيْ
يجتر الألم المكبوت
فيصيح..
يستصرخني... فأصرخ
فيطوف الصوت
بين جبالٍ تصطك برأسِ السحب
تحوي ذئاباً
في الوادي تعوي
يرتطم الصوت بجباهٍ من سدٍ
ويرتد..
يتخبط بين الجدران
كصياحِ المردةِ
حين يمسسها الرد
وعصف الجان
يتضاءل فيَّ النبض..

-7-
أهرب من سجنٍ إلى سدْ
من ليلٍ بلا فجر...
إلى لحدْ
يصير الحلم الأخضرِ مسخاً في القلب
لا يبقى منه إلاّ فتيلة ضوء
ويمسى هوس الجان
بلا حدْ
-8-
ورياح الوادي لا ترحم
تهوي من عصف الغيم
إلى اليم
أدرك أن الأرض قد حنّت
وتنادي...
والآتي...
لا زال في رحمِ الغيب
نبتة لم تورق بعد
فكرة...
تصرع في الغدّ
جنياً
فلا يولد للأرض
أشباه للبشر
من بطن الحقد
ويظلّ الموتُ ذكرى
ترويها سنين العمر
سيرة للغد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق