1. هبطت أشباح الليل...
يرافقها هوس من ضجيج ثائر...
دهمتني بذعرٍ؛ فأحالت بيني وبين النوم...
ألفيتني من شدّة الرهبة منكمشاً بين ثنايا الفراش، بينما دقات قلبي تعلو وتعلو... قبعت بركنٍ من أركان الغرفة؛ متلمساً مشاعر الصون والأمان، حتى تهادت الطمأنينة إلى نفسي؛ لتعيدني إلى مضجعي في محاولة جديدة للنوم...
حاولت مرة أخرى...
لكن هيهات... أي نوم يستغرقني وهذا الشبح يطاردني كلما أغمضت عينيّ؟ يظهر لي أثناء سقوطه من مكانٍ مرتفعٍ، يستغيث بي، لعلّي أنتشله وأنقذه من سقطته... فتسري القشعريرة في جسدي سريان الكهرباء... أحاول اللحاق به... فلا أجد غير الفراغ الرهيب... وبقايا صوت صارخ في رأسي... فأنهض فزعاً...
وأظل على جلستي حتى يغلب النوم جفنيّ، ويسرقني من نفسي، ولا تكاد الغفوة أن تأخذني إلى عالمها حتى أراه من جديد؛ الشبح نفسه يحاول أن يتشبث بخيوط أوهي من خيوط العنكبوت، كيلا يسقط فريسة لكلابٍ شرهةٍ تنتظر سقطته بنهمٍ...
أنهض من النوم فزعاً...
وفي كل مرة لا أحصد غير السؤال:- ما سرّ هذا الشبح؟ ولماذا يلاحقني؟
ولكن عبثاً محاولاتي، وصفراً يديّ، إلاّ من شرود ذهني وتردي حالي...
كرهت بقائي بالغرفة... كرهت حتى نفسي... فقررت ألا أبقى...
خرجت إلى الشارع والأفكار تلاحقني، تنسج خيوطها حول رقبتي لتخنقني، ولا أستطيع الفكاك من أسرها... كنت أسير بخطواتٍ شاردةٍ، لا أشعر بنبض الزمن من حولي، و لا أرى غير هذا الشبح الذي يلازمني كظلي... حتى صرت أرى الناس أشباحاً تضجّ في رأسي...
ظللت على سيري ربما لساعات طوال... لم أهتدِ لشئ يصرف عني هواجسي، فازددت ألماً وكآبةً... كدت أختنق حقاً...
لولا أن قلبي يحدّثني بأن في الأمر شيئاً...
ثم سيطرت علىَّ خاطرة مجنونة، داعاها العجز إلى رأسي، فلم أمنح نفسى فرصة التفكير العاقل، وشرعت في تنفيذ الخاطرة...
دخلت قسم الشرطة، وقفت أمام المسؤول صامتاً، أرميه بنظرات مستغيثة، ورحت أبثّ في أذنيه كل سمومي ومخاوفي...
تنبهت على صوتهِ مقهقهاً، كانت ضحكاته زلزالاً يحرك الأرض تحت قدميّ... رحت أمسح حبات الخجل المختلطة بقطرات الغيظِ عن جبيني... وهرعت تواً إلى خارج القسم...
حاولت نسيان الأمر برمتهِ...
وسرت أغني...
صَرَخَتْ في أذنيّ فرملةُُ سيارة مفاجئةُ... التفت إلى مصدر الصوتِ بحركةٍ تلقائيةٍ...
كان ثلاثة رجال ثيران يهبطون من مؤخرة سيارة شرطة، يقبلون نحوي جرياً كصاعقة من السماء... خفت... جريت... لم أرَ شيئاً أثناء الجري... كأنما أُهبط على رأسي ظلام كثيف... تعثرت في شخصٍ أمامي... لم أره بوضوحٍ... فسقط كلانا على الأرضِ... لملمت نفسي وأسرعت بالنهوض... كنت أمدّ يدي إليه لإنهاضهِ معي... فاخترق أذني صوت جهوري:- أتركه يا...
انتصبت كتمثالٍ لا يعي ما يحدث حوله...
أمسكوا به، صفّدوا يديه بالأغلال الحديدية، وانهالوا عليه ضرباً بالأحذية والأقدام... بينما الرجل يصرخ من شدّة الضربات...- برئ!.. برئ!...
جرجروه من قدميهِ... كنت أشاهد الموقف منوماً... مشدوهاً...
عندما مدّ لي الرجل يده مستغيثاً بي، كانت صورته تتضخم في عينيّّ... وتوقف عن العبث برأسي... نظرت إلى السماء... كانت الشمس تميل إلى الغروبِ...
قررت أن أنقذه، صرخت من فرط وجعي:- أتركوه يا ظَلَمة!...
هَبَطَ أحدهم... أقبل نحوي بنظراتٍ من نبعِ جهنمي...
ولم أشعر بعد ذلك بنفسي... كل ش كان يمرّ في رأسي كشريطِ الذكريات...
يرافقها هوس من ضجيج ثائر...
دهمتني بذعرٍ؛ فأحالت بيني وبين النوم...
ألفيتني من شدّة الرهبة منكمشاً بين ثنايا الفراش، بينما دقات قلبي تعلو وتعلو... قبعت بركنٍ من أركان الغرفة؛ متلمساً مشاعر الصون والأمان، حتى تهادت الطمأنينة إلى نفسي؛ لتعيدني إلى مضجعي في محاولة جديدة للنوم...
حاولت مرة أخرى...
لكن هيهات... أي نوم يستغرقني وهذا الشبح يطاردني كلما أغمضت عينيّ؟ يظهر لي أثناء سقوطه من مكانٍ مرتفعٍ، يستغيث بي، لعلّي أنتشله وأنقذه من سقطته... فتسري القشعريرة في جسدي سريان الكهرباء... أحاول اللحاق به... فلا أجد غير الفراغ الرهيب... وبقايا صوت صارخ في رأسي... فأنهض فزعاً...
وأظل على جلستي حتى يغلب النوم جفنيّ، ويسرقني من نفسي، ولا تكاد الغفوة أن تأخذني إلى عالمها حتى أراه من جديد؛ الشبح نفسه يحاول أن يتشبث بخيوط أوهي من خيوط العنكبوت، كيلا يسقط فريسة لكلابٍ شرهةٍ تنتظر سقطته بنهمٍ...
أنهض من النوم فزعاً...
وفي كل مرة لا أحصد غير السؤال:- ما سرّ هذا الشبح؟ ولماذا يلاحقني؟
ولكن عبثاً محاولاتي، وصفراً يديّ، إلاّ من شرود ذهني وتردي حالي...
كرهت بقائي بالغرفة... كرهت حتى نفسي... فقررت ألا أبقى...
خرجت إلى الشارع والأفكار تلاحقني، تنسج خيوطها حول رقبتي لتخنقني، ولا أستطيع الفكاك من أسرها... كنت أسير بخطواتٍ شاردةٍ، لا أشعر بنبض الزمن من حولي، و لا أرى غير هذا الشبح الذي يلازمني كظلي... حتى صرت أرى الناس أشباحاً تضجّ في رأسي...
ظللت على سيري ربما لساعات طوال... لم أهتدِ لشئ يصرف عني هواجسي، فازددت ألماً وكآبةً... كدت أختنق حقاً...
لولا أن قلبي يحدّثني بأن في الأمر شيئاً...
ثم سيطرت علىَّ خاطرة مجنونة، داعاها العجز إلى رأسي، فلم أمنح نفسى فرصة التفكير العاقل، وشرعت في تنفيذ الخاطرة...
دخلت قسم الشرطة، وقفت أمام المسؤول صامتاً، أرميه بنظرات مستغيثة، ورحت أبثّ في أذنيه كل سمومي ومخاوفي...
تنبهت على صوتهِ مقهقهاً، كانت ضحكاته زلزالاً يحرك الأرض تحت قدميّ... رحت أمسح حبات الخجل المختلطة بقطرات الغيظِ عن جبيني... وهرعت تواً إلى خارج القسم...
حاولت نسيان الأمر برمتهِ...
وسرت أغني...
صَرَخَتْ في أذنيّ فرملةُُ سيارة مفاجئةُ... التفت إلى مصدر الصوتِ بحركةٍ تلقائيةٍ...
كان ثلاثة رجال ثيران يهبطون من مؤخرة سيارة شرطة، يقبلون نحوي جرياً كصاعقة من السماء... خفت... جريت... لم أرَ شيئاً أثناء الجري... كأنما أُهبط على رأسي ظلام كثيف... تعثرت في شخصٍ أمامي... لم أره بوضوحٍ... فسقط كلانا على الأرضِ... لملمت نفسي وأسرعت بالنهوض... كنت أمدّ يدي إليه لإنهاضهِ معي... فاخترق أذني صوت جهوري:- أتركه يا...
انتصبت كتمثالٍ لا يعي ما يحدث حوله...
أمسكوا به، صفّدوا يديه بالأغلال الحديدية، وانهالوا عليه ضرباً بالأحذية والأقدام... بينما الرجل يصرخ من شدّة الضربات...- برئ!.. برئ!...
جرجروه من قدميهِ... كنت أشاهد الموقف منوماً... مشدوهاً...
عندما مدّ لي الرجل يده مستغيثاً بي، كانت صورته تتضخم في عينيّّ... وتوقف عن العبث برأسي... نظرت إلى السماء... كانت الشمس تميل إلى الغروبِ...
قررت أن أنقذه، صرخت من فرط وجعي:- أتركوه يا ظَلَمة!...
هَبَطَ أحدهم... أقبل نحوي بنظراتٍ من نبعِ جهنمي...
ولم أشعر بعد ذلك بنفسي... كل ش كان يمرّ في رأسي كشريطِ الذكريات...
- تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق